كثيرا ما نسمع المثل الذي يقول: (مثل المنشار طالع آكل ونازل آكل) ، ولكن هل فعلا يمكن لأحد أن يكون كذلك؟ مثلنا هذا ينطبق كثيرا على المتاجرة في سوق الفوريكس ، حيث يمكن للمتداول في هذا السوق أن يستفيد في الاتجاهين الصعود والهبوط، وحتى نفهم ذلك أكثر .. لا بد وأن نفهم ماذا نعني عندما نقول المتاجرة بزوج من العملات ، ولماذا لا نقول المتاجرة بعملة واحدة؟! لماذا دائما المتاجرة هنا زوجية؟ ولتسهيل الإجابة عن هذا السؤال .. سوف نعطي المثال التالي: لو افترضنا أنك ذهبت إلى محل لبيع الذهب .. وسألته كم سعر غرام الذهب اليوم؟ فهنا من الممكن أن يعطيك عدة أرقام تعكس السعر الحقيقي للذهب ولكن بعملات مختلفة .. فمثلا سعر أونصة الذهب بالدولار يبلغ 1.350 دولارا أمريكيا ، ومن الممكن أن نقول أن السعر هو 5.063 ريالا سعوديا ، ومن الممكن أن نقول أيضا أن السعر هو 974 يورو .. لاحظ هنا كيف أنك تدفع نفس القيمة ولكن بنوعيات مختلفة من العملة.
كذلك هو الحال عندما تتاجر في سوق الفوريكس ، فعندما ترغب في شراء الدولار مثلا ، لا بد من تحديد العملة التي ستدفعها بالمقابل هل هي يورو أم جنيه استرليني أم ين ياباني ، وعليه سميت تلك المتاجرة بالمتاجرة الزوجية بالعملات لأنك لا بد وأن تحدد نوعين من العملة في كل صفقة تستعد لفتحها في السوق.
ولكن كيف يمكن الاستفادة من ذلك؟ لقد اتفقت البنوك المركزية فيما بينها على تراتبية معينة لأزواج العملات بحيث تظهر أسعارها وفقا للتراتبية المقررة بحيث يشكل ذلك معيارا دوليا ثابتا ، فكانت تراتبية الأزواج كما نراها اليوم على شاشات الصيرفة وشاشات أسعار العملات في البنوك وشاشات التداول المختلفة .. إذ نلاحظ دائما أن اليورو يسبق الدولار الأمريكي عند ذكر سعر الزوج (EUR/USD) ونلاحظ أيضا أن الجنيه الاسترليني يسبق الدولار الأمريكي (GBP/USD)، و الدولار الأمريكي يسبق الين اليابان (USD/JPY) وهكذا .. هذا كله في سبيل تحقيق نوع من الاستقرار وتوحيد القراءات فيما بين الدول بعضها مع بعض عموما وفيما بين المتداولين خصوصا.
لذلك عندما ترغب في شراء اليورو وتقرر أن تدفع دولارا بالمقابل فإنك سوف تستفيد من هذه الصفقة في حال ارتفع سعر اليورو إلى ما فوق سعر الشراء الذي عقدت صفقتك على أساسه .. وعندما يرتفع سعر اليورو في هذه الحالة فإن ذلك يعني بديهيا انخفاض سعر الدولار والعكس صحيح إذ من الممكن أن يرتفع سعر الدولار بدلا من سعر اليورو وهنا سنرى أن سعر اليورو ينخفض بدلا من أن يتجه صعودا.
تسمى العملة التي تأتي في المقام الأول (عملة الأساس) ، والعملة التي تأتي في المقام الثاني (العملة المقابلة) وأي صعود في عملة الأساس يعني نزول في قيمة العملة المقابلة والعكس صحيح ، وعليه في مثالنا هذا فإن عملة الأساس هي (اليورو) والعملة المقابلة هو (الدولار الأمريكي):
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 720x260.
لذلك يستطيع المتداول أن يستفيد في كلى الاتجاهين ، سواء أكان السعر إلى صعود أو إلى هبوط .. فمثلا لو قمنا بشراء اليورو لأننا نتوقع له الصعود فإننا سوف نكسب .. ولو عكسنا الصفقة وقمنا بشراء الدولار لأننا نتوقع له الصعود فإننا سوف نكسب أيضا .. أيا كانت الاتجاهات فإن كل ما عليك هو أن تحدد أي العملتين هي إلى صعود وسوف تكسب إن كان خيارك موفقا. وقد يتسآئل البعض، هل بالإمكان شراء صفقتين متعاكستين .. والإجابة هي نعم ، وهذا ما يسمى باستراتيجية الهيدج أي أنك تقوم بشراء يورو في صفقة مستقلة وشراء دولار في صفقة مستقلة أخرى .. وعادة ما يلجأ المتداولون إلى هذه الطريقة عند عدم وضوح الرؤيا ، أوعند رغبتهم في ضمان إحدى الصفقتين ومطاردة الربح ضمن إطار الترند العام.