احسب خطواتك .. ولا تراقبها فقط
هل أنت مدير أخلاقي؟ هل أنت متوازن وموضوعي؟ أم أنك متحيز لأنك متميز؟
اطرح هذه الأسئلة على مائة مدير، ولربما تحصل على جواب واحد: "نعم، أنا ألتزم بأخلاقيات العمل".
كلنا نظن أننا نعتصم بحبل متين من الأخلاق، وأننا نتمتع بقدر كاف من الوعي والإدراك. ولكن الحقيقة أننا ـ في الغالب ـ متحيزيون وغير واعين، وربما نكون غير فعالين.
أجرت مجلة (فاست كومباني) استطلاعاً شمل عينة من المديرين وسألتهم عن الكذب الأبيض أو الأكاذيب الصغيرة التي يمارسونها أثناء العمل.
وقد أكد 25 % منهم فقط أنهم لا يكذبون على الإطلاق أثناء العمل.فإذا كنت ممن يهتمون بأخلاق العمل، وتريد أن تعرف ما إذا كنت ممن يكذبون وهم لا يعرفون، فجرب الإجابة عن الأسئلة التالية:
* هل سبق لك أن فضلت مرشحا لإحدى الوظائف بسبب لونه أو مظهره أو أصله أو فصله أو جنسه أو شكله أو مستواه الاجتماعي؟
* هل أمليت على سكرتيرتك أو مدير مكتبك ليرد على من يتصلون بك، مدعياً أنك في اجتماع هام، في حين أنك لم تكن راغباً في الرد على المتصلين؟
* هل عدّلت وغيرت وحورت - بل وزورت - سيرتك الذاتية لتوافق الشروط المعلنة لوظيفة تقدمت إليها؟
* ألم تقم – ولو مرة واحدة - بتزوير الحسابات الختامية ونتائج الأعمال السنوية لتتهرب من الضرائب أو لإغراء البنك بمنحك مزيدا من التسهيلات؟
وحتى عندما نعمل في فريق، فإننا نظن أن إسهاماتنا أعظم من إسهامات الآخرين.لأننا لا نرى التميز المطلق إلا في أنفسنا.
الموظفون الذين يبالغون في طلب الامتيازات لأنهم يظنون أنهم يساهمون، يعمدون إلى تقليص جهودهم ليعوضوا ويتساووا مع غيرهم كما يظنون.وبذلك يفقدون التوازن حين يحاولون الحصول عليه.
ولكن كما قال الكاتب الأسباني "سيرفانتس" في روايته العظيمة "دون كيشوت": "الأمانة هي أفضل سياسة".وهذا يعني أن المدير الأخلاقي هو مدير عملي وواقعي.
لا شك في أن التنافس مطلوب، بشرط أن يأتي مصحوباً بفلسفة أخلاقية نقية، بحيث لا تؤدي المنافسة إلى الإنحراف عن جادة الصواب، وخسارة الحرب بأكملها وليس إحدى معاركها فقط.
لهذا السبب نجد شركة "آي بي إم" تقول لموظفيها: "هناك القانون الذي يجب أن يطاع. ولأن القانون هو الحد الأدنى وهو متغير، فإن مرجعكم الدائم هو الأخلاق".
ويقول "إبراهام بن عزرا" وهو كاتب أسباني أيضا: "الخطأ الصغير لا يعود صغيرا حين يرتكبه الكبار."
فلا يكفي المدير الذي يرى نفسه كبيرا أن يراقب خطواته فقط.عليه أن يحسبها أيضا.
المصدر www.edara.com